الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014

أحلُمُ بِكَ يا وطني



أحلُمُ بِكَ يا وطني 
حلمٌ تمرُّ به السنونْ
ما زلْتُ أنتظر المجيءْ
وتباطأتْ أيامُه
ما زِلْتُ في حلُمي أهيمْ 
ويطولُ فيهِ الانتظارْ
وطني هناكْ ....
والأمُّ تهْجرُها الحياةْ
لن يسكنَ الجرحُ المُعاندُ أقبيةً
أو عمْقَ ضبابْ

وطني المُهاجِرُ في بواديك الفناءْ
أملاحمي وقصائدي يحيا بها وطني الحبيبْ؟
كم تقطنُ الأوجاعُ في جرحي العنيدْ!
أو في جذوعِ شجيرةِ ثكلى على طرَفِ الغديرْ
أعروبتي اغْتيلتْ فيا حزنَ السماءْ؟؟
فهناكَ في وطني براكينُ الغضبْ
أو ثورةُ الأحجارِ بركانٌ وجَبْ
طفلٌ رمى 
وردٌ نما
هلْ منْ عتَبْ؟
وذوَتْ كراماتُ العربْ
أهنا اغترابٌ أم عذابٌ أم جربْ؟
فهناكَ ينتحِبُ الزّمانْ
والسُّقْمُ في كَبدِ الأمانْ

أوطانُنا تغدو جَريرةْ
كنا نلقبُّها جزيرةْ
أملٌ سيرسمُ عزّتي
وعلى شفاهِ البرعمِ الورديِّ
لا نفسٌ ضعيفةْ
آهٍ كم افترسوا عقولَ الأقوياءْ
سرقوا من الأعراسِ أحلامَ الحياةْ
عذريّةِ العشقِ الجميل مع القُبَلِ
دُفنَتْ هناك على الرَّصيفْ
لكنَّ نوراً ما انطفأْ
لم ينقطعْ نورُ البصيرةِ
والبصَرْ....
ما زلتُ أرسمُ موطني
قبساً على وجْه الخريطةْ

يا موطني هل غيّروكْ؟
أم شوّهوكْ؟
ورفضتَ أقبيةَ البغاةْ
أو في الحظيرةْ
يأتونَ.. ينصرفونَ مثلَ الوهْمِ
في عزِّ الظهيرةْ
أو يرحلونْ ... 
والحلمُ يبقى في الوُجودْ
في القلبِ ...في حدَقِ العيونْ ...
وطني هنا.... حلمي هنا
شامي هُنا 
وبراءةُ الأطفال تزرعُ شمسَنا
في الأفْق في فجْر الشروقْ 
وهناك ينتظرونَ أضواءَ القمَرْ
أو يقطفونَ النجمَ من غيمِ الصفاءْ 
أو يجعلونَ من النسيمِ سكينةً
أمْناً بأحضان الورودْ 
أو طيبةً بفمِ الرّغيفْ
أو سمرةَ الصيفِ الجميلةَ والنقاءْ
يا أيُّها الجسدُ العفيفْ
شيخوخةُ الآباءِ تحضنُ زرعَها
كوخاً يعانق فرحةً عيْنَ الرّصيفْ 
وبطونُ سرَّاقي هنالك مُتخَمَةْ
لتكونَ في حُفرٍ لها كالمقبرةْ
كي يُدفنَ الجشعُ اللئيمْ
لم تبقَ ياوجعَ الرضيعْ
وحلمتُ في أرضي عزيزةْ
في حاكم من طيبِ أزهار البوادي والربوعْ
والعدلُ دستورُ البشرْ
لا لن ينامَ على الحريرْ 
يصحو على سفْك الدماءِ 
وفي الظهيرةْ 
لايحملُ الحقدَ الدفينْ 
لا يهنأُ القلبُ اللئيمْ
ويقيلُ في القتلِ البغيضْ
قيلولةً 


يا موطني 
كن حضنَ أمِّ
زوجة أو دفءَ أيامِ المِحنْ
كن أنتَ يا وطني رجالاً في الزمنْ
حلُمي أنا وطنٌ يضمّخهُ العبيرْ
وتترجمُ الأيام أحلامُ الوطنْ
فعروبتي تغدو النماءْ
فهي التي قد صاغَها العظماءُ
في أفُق السَّماءْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق